تعد كأس الأمم الإفريقية هي البطولة الرسمية لمنتخبات القارة السمراء التي ينظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” بصفة دورية كل عامين لتحديد بطل القارة، ويصنفها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في المركز الثالث من حيث القوة والتنافسية بعد كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.
وحقق المنتخب المصري اللقب 7 مرات في تاريخ النسخ التي توج بكأسها خلال تاريخ مشاركاته الـ 24 في نهائيات البطولة الإفريقية منذ عام 57 وحتى عام 2010.
اللقب الأول: نسخة عام 1957 في السودان
انطلقت النسخة الأولى لبطولة الأمم الإفريقية في 10 فبراير عام 1957 واستضافتها العاصمة السودانية “الخرطوم”، وشارك فيها ثلاثة منتخبات فقط هم المنتخب الوطني المصري إلى جانب منتخبي السودان وإثيوبيا، بعد انسحاب جنوب إفريقيا بسبب التمييز العنصري.
وحقق المنتخب الوطني الفوز على السودان في المباراة الافتتاحية (2-0) عن طريق الثنائي المتألق رأفت عطية ومحمد دياب العطار الشهير “بالديبة” ، ليتأهل الفراعنة للمباراة النهائية، ويتغلب على نظيره الإثيوبي (4-0) أحرزها الديبة ليتوّج منتخب الفراعنة بلقب النسخة الأولى للبطولة.
وكان يقود المنتخب المصري في ذلك الوقت المدير الفني مراد فهمي، ليسجل نفسه كأول مدرب يحقق هذا اللقب، كما حصل النجم المتألق الديبة على لقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف.
اللقب الثاني: نسخة عام 1959 في مصر
انطلقت النسخة الثانية لنهائيات كأس أمم إفريقيا في 22 مايو عام 1959 في مصر وشارك فيها ثلاثة منتخبات أيضا هم مصر والسودان وإثيوبيا.
وشهدت هذه النسخة تعديلا في نظام المواجهات لتقام بنظام الدوري من دور واحد ولتلتقي المنتخبات الثلاثة المشاركة مع بعضها البعض وجاءت النتائج كالتالي:
اللقاء الأول: فاز منتخب مصر على نظيره الإثيوبي (4-0) احرز الراحل “محمود الجوهري” هاتريك والمعلق الشهير “ميمى الشربيني” هدفا واحدا .
اللقاء الثاني : فازت السودان على إثيوبيا (1-0).
اللقاء الثالث: فازت منتخب مصر على نظيره السوداني في المباراة النهائية (2-1) سجلهما الراحل عصام بهيج لتحتفظ مصر بلقب البطولة.
اللقب الثالث: نسخة عام 1986 في مصر
احتضنت أرض الكنانة النسخة الـ18 لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية عام 1986 والتي حقق منتخب مصر لقبها، وكانت بمشاركة 8 منتخبات تم تقسيمها إلى مجموعتين، وتأهل فيها أول وثاني كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.
دور المجموعات
استهل المنتخب المصري مشواره في البطولة بخسارة أمام السنغال (0-1) ، ثم فاز على منتخبي “كوت ديفوار و موزمبيق”، ليتأهل إلى الدور نصف النهائي ويواجه المنتخب المغربي ويتغلب عليه بهدف نظيف سجله طاهر أبو زيد، الملقب آنذاك بـ”مارادونا النيل”.
المباراة النهائية
اصطدم المنتخب المصري بأسود الكاميرون، وحسم منتخب الفراعنة اللقب لصالحه بضربات الترجيح بنتيجة (5-4) بعد تعادل المنتخبين (0-0) في الوقتين الأصلي والإضافي، ونال النجم الكاميروني وقتها “روجيه ميلا” لقب الهداف برصيد 4 أهداف.
اللقب الرابع: نسخة عام 1998 في بوركينا فاسو:
نظمت بوركينا فاسو النسخة الــ21 لنهائيات بطولة أمم إفريقيا عام 1998 وشارك فيها 16 منتخبا لأول مرة منذ انطلاقة البطولة في عام 1957، وتم تقسيمها على 4 مجموعات، وشارك المنتخب الوطني ضمن المجموعة الرابعة وتأهل عنها إلى دور الثمانية رفقة المنتخب المغربي، ونجح منتخب الفراعنة تحت قيادة الراحل محمود الجوهري أن يستعيد هيبته الإفريقية بعد غياب 12 عاما عن منصات التتويج.
دور المجموعات
بدأ المنتخب المصري مبارياته بالفوز على موزمبيق 2-0 ثم على زامبيا 4-0 قبل أن يخسر مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام المغرب 0-1 ويتأهل كثاني المجموعة الرابعة.
دور الـ8
فاز المنتخب المصري على منتخب أفيال كوت ديفوار 5-4 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
دور الأربعة
حقق المنتخب الوطني الفوز على منتخب بوركينا فاسو صاحب الضيافة (2-0) سجلهما الهداف حسام حسن.
النهائي
نجح منتخب الفراعنة في تحقيق الفوز في المباراة النهائية على حساب منتخب جنوب إفريقيا (2-0) ، أحرزهما الثنائي أحمد حسن وطارق مصطفى ليتوج الفراعنة باللقب الرابع.
وتوج حسام حسن مع الجنوب إفريقي “بنديكت مكارثي” بلقب الهداف برصيد 7 أهداف.
اللقب الخامس: نسخة عام 2006 في مصر
عادت مصر من جديد لاحتضان نهائيات أمم إفريقيا في النسخة الـ 25 للبطولة التي شارك فيها 16 منتخبا تم تقسيمها على 4 مجموعات، ونجح المنتخب المصري من خلالها في التتويج باللقب الإفريقي للمرة الخامسة في تاريخه.
دور المجموعات
بدأ منتخب الفراعنة مشواره في البطولة بالفوز على ليبيا (3-0)، ثم التعادل مع المغرب (0-0)، والفوز على كوت ديفوار 3-1 ليتأهل إلى دور الثمانية كأول المجموعة الأولى.
دور الثمانية
واصل منتخب مصر سلسلة انتصاراته بعد تحقيق فوز كبير على منتخب الكونغو (4-1) أحرزها أحمد حسن “هدفان” وحسام حسن وعماد متعب هدف لكل منهما ليتأهل إلى نصف النهائي.
قبل النهائي
حقق المنتخب المصري الفوز على نظيره السنغالي (2-1) عن طريق أحمد حسن من ركلة جزاء وعمرو زكي ليتأهل إلى المباراة النهائية.
المباراة النهائية
جمعت المباراة النهائية بين المنتخب المصري ومنتخب كوت ديفوار، ونجح الفراعنة في إحراز اللقب الخامس بعد التغلب على الأفيال بركلات الجزاء الترجيحية (4-2)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
اللقب السادس: نسخة عام 2008 في غانا
جرت منافسات النسخة الـ 26 لنهائيات أمم إفريقيا في غانا وشارك فيها 16 منتخبا تم تقسيمها على 4 مجموعات ولعب خلالها المنتخب المصري ضمن المجموعة الثالثة التي تأهل عنها لدور الثمانية بعد تصدره للمجموعة بسبع نقاط متقدما بفارق نقطة عن الكاميرون الوصيف.
وواصل الفراعنة تحت قيادة المدير الفني حسن شحاته الملقب بـ”المعلم” سلسة أفضل أداء ونتائج له في تاريخ مشاركاته ببطولات أمم إفريقيا.
وشهدت هذه النسخة تنافسا شديدا بين منتخبات مصر (حامل اللقب) وغانا ونيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار، إلا أن المنتخب الوطني نجح في المحافظة على لقبه والتتويج بالبطولة للمرة السادسة في تاريخه.
دور المجموعات
فاز المنتخب الوطني المصري في دور المجموعات على أسود الكاميرون 4-2، والسودان 3-0، وتعادل مع زامبيا 1-1 ليتأهل إلى ربع النهائي كأول المجموعة الثالثة.
دور الثمانية
تغلب الفراعنة في مباراة دور الثمانية على أنجولا (2-1) عن طريق حسنى عبد ربه وعمرو زكى.
دور الأربعة
التقى المنتخب المصري في نصف النهائي مع نظيره الإيفواري في واحدة من أروع مباريات بالبطولة، ونجح منتخب الساجدين في تحقيق الفوز على الأفيال (4-1) وسجل رباعية الفراعنة أحمد فتحي وعمرو زكي “هدفين” ومحمد أبوتريكة، بينما أحرز هدف الأفيال الوحيد عبدالقادر كيتا.
المباراة النهائية
أكد المنتخب المصري تربعه على عرش القارة السمراء بفوزه في المباراة النهائية على أسود الكاميرون (1-0) أحرزه محمد أبوتريكة.
وحصل لاعب الإسماعيلي السابق “القيصر” حسني عبد ربه، آنذاك على لقب أفضل لاعب في البطولة، نتيجة الأداء المبهر الذي قدمه خلال رحلة التتويج.
اللقب السابع: نسخة عام 2010 في أنجولا
قبل 9 أعوام عزز المنتخب المصري انفراده المطلق بالرقم القياسي في عدد الفوز بالألقاب الإفريقية بتتويجه للمرة السابعة للنسخة الــ27 لنهائيات أمم إفريقيا والتي جرت عام 2010 في أنجولا.
وتعد هذه النسخة من أكثر البطولات الإفريقية غرابة، حيث شهدت انسحاب منتخب توجو من المشاركة بعد تعرض الحافلة التي تقل بعثة اللاعبين لهجوم مسلح أدى إلى وفاة شخصين من الوفد وإصابة أحد حراس مرمى الفريق.
كما شهدت تقديم أداء قوي من جانب منتخبات غانا وأنجولا وكوت ديفوار، إلا أن المنتخب المصري وتحت قيادة المعلم حسن شحاتة أكد سطوته وبسط نفوذه على القارة السمراء عندما حصد اللقب السابع في تاريخه، بفضل النجم محمد ناجي جدو الذي حصل فيها على لقب أفضل بديل في العالم لإحرازه أهدافا في كل المباريات التي شارك فيها كبديل.
دور المجموعات
بدأ الفراعنة المشوار في هذه النسخة بالفوز على نيجيريا (3-1) عن طريق عماد متعب وأحمد حسن وجدو، ثم فاز على موزمبيق (2-0)، وأحرز داريو كان مدافع موزمبيق والإسماعيلي السابق الهدف الأول بالخطأ في مرماه، قبل أن يضيف أحمد حسن الهدف الثاني.
وبالنتيجة نفسها فاز المنتخب المصري على بنين عن طريق أحمد المحمدي وعماد متعب ليتأهل الفراعنة إلى ربع النهائي متصدرين المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط وبفارق 3 نقاط عن منتخب نيجيريا الوصيف.
دور الـ8
كرس المنتخب المصري عقدته مع نظيره الكاميروني وحقق الفوز عليه (3-1) عن طريق أحمد حسن “هدفين” ومحمد ناجى جدو.
دور الــ4
حقق المنتخب المصري فوزا كبيرا في نصف النهائي على نظيره الجزائري برباعية نظيفة سجلها حسني عبد ربه من ركلة جزاء، ومحمد زيدان ومحمد عبدالشافي وجدو.
المباراة النهائية
حقق الفراعنة الفوز في المباراة النهائية على حساب المنتخب الغاني بهدف دون رد سجله المتألق جدو، ليحتفظ المنتخب المصري باللقب للمرة السابعة في تاريخه والثالثة على التوالي، ليحقق بذلك مجدا لم يحققه أحد من قبله.
وحطمت مصر في تلك البطولة كل الأرقام القياسية بتسجيل الفوز الــ19 في بطولات إفريقيا دون خسارة، وهو رقم لم يحققه منتخب من قبل، كما سجل نجما المنتخب عصام الحضري وأحمد حسن أرقاما تاريخية بحصولهما على اللقب الرابع للبطولة في تاريخهما، وهو ما لم يحققه لاعب إفريقي من قبل.
وحصل محمد ناجي “جدو” على لقب هداف البطولة برصيد 5 أهداف، ونال جائزة أفضل بديل، كما توج أحمد حسن بجائزة لقب أفضل لاعب، وحصل عصام الحضري على لقب أفضل حارس مرمى والمعلم حسن شحاتة على لقب أفضل مدرب.
وفاز المنتخب المصري بجوائز الأفضلية كأفضل خط هجوم برصيد 15 هدفا، وأفضل خط دفاع، حيث إنه لم يسكن شباكه سوى هدفين فقط منهما هدف أحمد حسن بالخطأ في مرماه.