تحولت كرة القدم من سلعة للترفيه، إلى لعبة اقتصادية يسعى من خلفها عدد من المستثمرين العرب لتحقيق أرباح كبيرة وشهرة منها، بعد أن أصبحت كرة القدم مجالا يمكن الاستثمار به، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، والتي يعشقها الملايين، ومن أبرز النماذج الواضحة في العالم بمجال الاستثمار الرياضي تجربتا مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي.
ويعد أبرز الملاك هو الإماراتي الشيخ منصور بن زايد، صاحب الحصة الكبرى في نادي مانشستر سيتي منذ عام 2009، بالإضافة إلى باريس سان جيرمان المملوك لرجل الأعمال القطري ناصر الخليفي منذ عام 2011.
ومنذ اليوم الأول للملاك العرب سواء في سيتي أو باريس، كانت سياستهم واضحة أمام الجماهير، من خلال صرف أرقام خيالية، من أجل جذب أبرز النجوم والصفقات حول العالم، للانضمام إلى صفوفهم، بالإضافة إلى إغراء اللاعبين بمشروع النادي من خلال بناء فريق قوي ينافس بقوة على حصد الألقاب المحلية والأوروبية.
وحسب تقارير أوروبية، تجاوزت قيمة ما أنفقه رجال الأعمال العرب، على باريس ومانشستر سيتي، حاجز المليارين جنيه إسترليني، بشكل يعكس قيمة الصفقات الضخمة التي يتم جلبها، بالإضافة إلى قيمة الرواتب الضخمة للمدربين، لتتحول مدينتا باريس ومانشستر إلى وجهة للباحثين عن الثراء السريع سواء من اللاعبين أو المدربين.
وعلى الرغم من القيمة التسويقية الخيالية للاعبي فريق مثل مانشستر سيتي والتي تقدر بـ715 مليون يورو، في ظل امتلاك الفريق أسماء مميزة مثل أجويرو وساني ودي بروين وجيسوس وإيميريك، بالإضافة إلى جهاز فني عالمي بقيادة جوارديولا، فإنه لم يتمكن مانشستر سيتي من تحقيق طموحات إدارته بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وهو الحلم الذي تضعه الإدارة منذ اليوم الأول.
وعلى الناحية الأخرى، وصلت قيمة باريس سان جيرمان من خلال عناصره إلى 656 مليون يورو، ويضم الفريق الباريسي عناصر من العيار الثقيل، مثل نيمار ومبابي وكافاني، ونفس الأمر أيضا يجد باريس صعوبة كبيرة في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا رغم الأسماء البارزة في قائمته.
ورغم الأداء الممتع وكرة القدم الحقيقية التي يقدمها سيتي وباريس، من خلال اللعب الجماعي والتنظيم التكتيكي الرائع ووجود أفضل اللاعبين على مستوى العالم، فإنه دائمًا ما تكون النتائج بدوري أبطال أوروبا ليست على مستوى الطموحات.
فهل تتبع إدارة السيتي وباريس أسلوب الصبر وعدم اليأس، لتكوين البذرة والبناء على الإيجابيات ومعالجة السلبيات، والاستمرار في تدعيم الفريق بأقوى الصفقات والتدعيمات، من أجل تحقيق الزعامة الأوروبية والتتويج بدوري الأبطال خلال السنوات المقبلة؟