شهدت بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم على مدار تاريخها بزوغ نجم العديد من لاعبي القارة السمراء هم النجوم الذين نجحوا في كتابة أسمائهم بحروف من ذهب في تاريخ البطولة القارية التي تعد ثالث أهم بطولة مجمعة لكرة القدم على صعيد المنتخبات بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا.
ونستعرض أبرز نجوم بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم على مدار تاريخها، وما قدموه خلال مشوارهم مع كرة القدم.
في النسخة الثانية من بطولة كاس أمم إفريقيا والتي استضافتها مصر عام 1959، كان الأسطورة المصري الراحل محمود الجوهري أو الجنرال كما أطلقت عليه الجماهير المصرية على موعد مع كتابة التاريخ.
ففي هذه النسخة نجح الجوهري في تسجيل ثلاثية خلال مباراة منتخب مصر والذي كان يشارك تحت اسم «الجمهورية العربية المتحدة» مع منتخب إثيوبيا والتي انتهت بفوز المنتخب العربي برباعية نظيفة.
وتوج المنتخب المصري بلقب هذه النسخة للمرة الثانية في تاريخه، بعد فوزه بالنسخة الأولى والتي أقيمت في السودان.
مسيرة الجوهري مع الكرة المصرية سواء لاعبا أو مدربًا تعتبر هي الأبرز في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى في البلد التي تستضيف مقر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
لم يكن الجوهري مجرد لاعب أو مدرب من أصحاب الإنجازات والتاريخ الكبير فقط، لقد تفوق على ذلك بتحقيقه أرقاما لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية.
وبدأ الجوهري مسيرته كلاعب في صفوف النادي الأهلي المصري وحقق مع القلعة الحمراء ست بطولات للدوري العام وثلاث بطولات لكأس مصر وبطولة واحدة في دوري القاهرة وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة، كما توج مع المنتخب المصري بأول لقبين في تاريخ كأس أمم إفريقيا عامي 1957و1959.
ولم تستمر مسيرة الجوهري في الملاعب كثيرًا، وذلك بسبب تعرضه لإصابة بقطع في الرباط الصليبي، ليعلن اعتزاله عام 1966، وبالرغم من أن هذه الإصابة تسببت في نهاية مسيرته في الملاعب، إلا أنها كانت النقطة التي جعلت الجوهري واحدًا من أبرز المدربين في مصر وإفريقيا، حيث قال الجوهري: “اعتزالي المبكر جعلني أسعى بقوة لتحقيق ما فاتني في الملعب ومع اللاعبين الذين أدربهم”.
مشوار الجوهري التدريبي
على الصعيد التدريبي، كانت مسيرة الجنرال محمود الجوهري حافلة بالإنجازات، وسيذكر التاريخ أن محمود الجوهري هو أول مدير فني وطني ينجح في قيادة المنتخب المصري للوصول لكأس العالم لكرة القدم نسخة عام 1990 والتي أقيمت في إيطاليا، كما أنه الوحيد الذي حقق ذلك حتى الآن.
كما يعد الجوهري أول من يحقق لقب كأس أمم إفريقيا كلاعب ومدرب، حيث نجح في قيادة المنتخب المصري للتتويج بالبطولة في نسخة عام 1998 التي أقيمت في جنوب إفريقيا، كما قاده للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 التي أقيمت في سوريا متغلباً على المنتخب السعودي 3 / 2 في المباراة النهائية.
وخلال مشواره التدريبي قاد الجوهري العديد من الأندية العربية، بالإضافة للمنتخبين المصري والأردني، والأخير حقق معه إنجازا تاريخيا أيضا، حيث قاده للتأهل لكأس أمم آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية.
أما الواقعة الأغرب والتي أثارت جدلا كبيرًا في الوسط الكروي المصري وكان بطلها محمود الجوهري هي موافقته على تدريب الزمالك الغريم التقليدي لفريقه الأصلي عام 1993 ليصبح الجنرال أول مدرب يعمل في قطبي الكرة المصرية.
وعمل مدربا لفريق الأهلي في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ونجح في قيادته للفوز بأول بطولة إفريقية في تاريخ النادي الذي أصبح حاليًا الأكثر تتويجا بالبطولات في القارة السمراء، وهي دوري أبطال إفريقيا عام 1982.
كما نجح مع الزمالك في الفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993، والفوز بكأس السوبر الإفريقي بعد أن تغلب على الأهلي المصري في جوهانسبرج عام 1994.
موضوعات متعلقة: