جاء انتقال صلاح محسن من إنبي إلى النادي الأهلي، برقم خيالي في الموسم الماضي بقيمة 38 مليون جنيه، وأيضًا انتقال إسلام عيسى من النصر إلى المصري البورسعيدي بقيمة 10 ملايين جنيه، ومحمد عنتر من صفوف الأسيوطي إلى الزمالك بقيمة 15 مليون جنيه، لتكون هذه الصفقات الـ3 الشرارة الأولى في الارتفاع الجنوني في أسعار اللاعبين ببطولة الدوري الممتاز.
تغيرت خريطة أسعار اللاعبين في مصر بشكل جذري وبدون مقدمات، وأصبح للأسف الشديد من الصعب السيطرة على السوق مرة أخرى، أو وضع سقف للتعاقدات من جانب الاتحاد المصري لكرة القدم، وذلك في ظل اشتعال المنافسة بين الأهلي والزمالك والوافد الجديد بيراميدز على ضم أبرز العناصر.
والغريب أن قيمة الصفقات لا تتناسب تمامًا مع الحالة الفنية، أو التأثير الذي تقوم به الصفقات الجديدة مع أنديتها، فهناك فارق كبير، بين ما يتم دفعه من جانب الأندية وبين بصمات هذه الصفقات وتأثيرها مع الأندية المختلفة.
فتعاقد الأهلي مع حسين الشحات من العين الإماراتي بصفقة قياسية جديدة تجاوزت قيمتها الـ100 مليون جنيه، وحتى هذه اللحظة لم يظهر تأثير اللاعب مع المارد الأحمر، كما دفع بيراميدز ما يقرب من 6 ملايين دولار لشراء الإكوادوري جون سيفوينتس، ولكنه أيضًا لم يثبت وجوده مع الفريق، نفس الحال بعد تعاقد الزمالك مع المغربي خالد بوطيب بقيمة 3 ملايين يورو وفشل اللاعب في إقناع الجهاز الفني بمستواه رغم الفرص الكثيرة التي حصل عليها.
دخول بيراميدز أيضًا المنافسة وبقوة مع الأهلي والزمالك، أجبر القطبين على فتح خزائنهما، حيث لا يمتلك بيراميدز سوى سلاح المال من أجل إقناع أبرز اللاعبين بالانتقال لصفوفه، ليتغير سوق الانتقالات في مصر 360 درجة، فبدلاً من سعي لاعبي الأندية الأخرى للانتقال للأهلي أو الزمالك، أصبح بيراميدز منافسًا لا يستهان به في ضم اللاعبين بدليل نجاحه في وضع أرقام تعجيزية لضم بعض الصفقات بالموسم الماضي مثل عبدالله بكري ومحمد حمدي ومحمد مجدي قفشة وأحمد الشناوي وعلي جير، والمفاجأة أن هناك عناصر في الأهلي والزمالك أصبحت تحلم وتفكر في الانتقال لصفوف بيراميدز، لتتغير خريطة الانتقالات في مصر تمامًا.
فهل يتدخل اتحاد الكرة لوضع ضوابط وشروط تعيد الانضباط لسوق الانتقالات من جديد، أم سيستسلم اتحاد الكرة أمام المنافسة الشرسة بين القطبين وبيراميدز سواء على البطولات أو الصفقات؟