يُعدّ حياتو المولود في التاسع من أغسطس 1946، آخر كبار النافذين في عالم كرة القدم، بعد خروج الرئيس السابق للاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، من دائرة السلطة بسبب الفضائح التي ضربت عالم كرة القدم منذ نحو عامين.
نشأ حياتو في غاروا بشمال الكاميرون، حيث تمتّعت عائلته بنفوذ واسع تعدّى حدود المنطقة الفقيرة، خصوصا بسبب قربها من حزب الرئيس بول بيا الذي يحكم البلاد منذ عام 1982. تولى أحد أشقائه رئاسة الوزراء الكاميرونية بين 1991 و1992، ويتولى آخر منصب وزير الدولة للصحة منذ أعوام.
وبين مقر الاتحاد الإفريقي في مصر وأسفاره بين دول القارة، بقي حضور حياتو محدودا كاميرونيا، لقاءاته الرسمية مع الرئيس بيا قليلة، على رغم تأكيد مسؤول الإعلام في الاتحاد الإفريقي للعبة جونيور بينيام، أن حياتو “حظي دائما بدعم من رئيس الدولة ومن الحكومة”.
اُختير عيسى حياتو لأول مرة عام 1988 في المغرب ليكون قائدا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأختير في 8 أكتوبر 2015 كرئيس مؤقت للاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA بعد إعفاء الرئيس السابق جوزيف بلاتر إثر توقيفه – من قبل لجنة القيم التابعة لذات الاتحاد هو وزميله رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني.
ولمدة 10598 يوما قاد خلالها الكاف، كان الكاميروني حياتو مسؤولا عن الكرة الإفريقية، وأثير حوله جدلا واسعا في كثير من الأحيان، خاصة مع قضايا الفساد التي طالت مسؤولي الفيفا بما فيهم بلاتر رئيس الاتحاد السابق وبلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، لكن دون أن تمس رئيس الكاف.
رياح التغيير التي طالت الكثير من الأشياء مؤخرا، سياسيا ورياضيا لم تخش عيسى حياتو الذي فاز برئاسة الكاف في العاشر من مارس عام 1988، لتطيح به لصالح الملغاشي أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الجديد في 16 مارس 2017.
بشكل سريع بدأ حياتو في الانتشار في عالم كرة القدم، وكان يستهدف أن تكبر الكرة الإفريقية ومع أول مونديال كان فيه رئيسا للكاف (إيطاليا 1990) رأينا بلاده الكاميرون بقيادة روجيه ميلا يتأهلون لربع النهائي، وهو الإنجاز الأكبر لمنتخب إفريقي آنذاك وبأداء أبهر العالم أجمع افتتحه بالفوز على الأرجنتين حامل اللقب في سان سيرو.
وفي العام ذاته، بدأ حياتو يخطو أولى خطواته داخل الفيفا بعد أن بات عضوا في اللجنة التنفيذية، وبلا شك مهاراته السياسية جعلته في سنتين أحد أهم رجال الاتحاد الدولي وترأس الكثير من اللجان.
وعلى الرغم من الجدل المثار حول طريقة انتشاره، والإدعاءات ضد تورطه في قضايا رشاوي لكن الكرة الإفريقية رأت الكثير من النجاحات في فترة تواجد حياتو بالفيفا.
بداية من زيادة عدد المنتخبات الإفريقية في كأس العالم لتنظيم إفريقيا لكأس العالم 2010، أيضا انتقاداته للكرة الأوروبية بسبب ما أسماه بالاستعمار الكروي بسبب سرقة المواهب الإفريقية، وفي المقابل تصدير المدربين السيئين.
هذه الانتقادات صبت في صالح الأندية الإفريقية والاتحادات التي حصلت على الكثير من الأموال بسبب الاتفاقات التي عقدها بين الكاف واليويفا، بالإضافة لمشروع الميريديان الذي يقوم فيه الاتحاد الأوروبي بدعم اتحادين إفريقيين كل سنتين.
على الجانب الآخر يمتلك حياتو تاريخا طويلا من الجدل ربما بدأ في السنوات الـ9 الماضية، بعد أن نشرت شبكة “بي بي سي” وثائقيا، يحمل عنوان “أسرار الفيفا القذرة” في 3 من شهر ديسمبر عام 2010 ادعت فيه أن رئيس الكاف حصل على رشاوي في التسعينيات لتسهيل إبرام عقود بيع حقوق بث كأس العالم وتم الإشارة لحصوله على 10 آلاف دولار.
لكن عيسى حياتو نفى الأمر، وأكد أن المال كان للكاف وليس لحسابه الشخصي، وفي العام التالي بدأت إدعاءات حصوله على رشوة من أجل التصويت لقطر على تنظيم كأس العالم 2022 وهو لم يثبت عليه.
القرار الغريب الذي انتقده الجميع بسبب اتخاذه من قبل عيسى حياتو، حينما تم إيقاف توجو لمدة عامين في 2010 بعد اعتذارها عن المشاركة في كأس الأمم الإفريقية بأنجولا في العام ذاته، بسبب تعرضهم لحادث إطلاق نار في أندولا قبل انطلاق البطولة مباشرة، وهو القرار الذي قوبل بالكثير من الانتقادات، لكن في النهاية الاتحاد التوجولي فاز بالاستئناف أمام المحكمة الرياضية.
ترأس حياتو اللجنة الأولمبية في الفيفا من 1992 وحتى 2006، وفي الوقت الذي خضع فيه عام 2011 للتحقيق بسبب إدعاءات الرشوة، قام الاتحاد الدولي بتعيينه مجددا رئيسا للجنة الأولمبية قبل أن يتراجع الفيفا ويؤكد بأنه كان مجرد خطأ تقني.
في 2015 وبعد فضيحة رشاوي الفيفا التي طالت مسؤولين كثيرين لم يكن بينهم حياتو والذي أيضا لم تذكره لجنة الأخلاق بالفيفا في أي شيء يتعلق بالفساد، فاز السويسري بلاتر أيضا برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أن يترك الفرصة في اجتماع كونجرس الفيفا في العام التالي من أجل انتخاب الرئيس الجديد، ليتولى حياتو منصب القائم بأعمال رئيس الفيفا ليصبح آخر الرجال الواقفين من النظام القديم.
وفي 2017 أقيمت انتخابات الاتحاد الإفريقي، وقررت إفريقيا تغيير عيسى حياتو، ليصبح أحمد أحمد رئيسًا للكاف.
موضوعات متعلقة..
حل إدارة النجم الساحلي التونسي بسبب الاستقالات الجماعية
النجم الساحلي يبحث عن ملعب قبل مواجهة الأهلي المصري
النجم الساحلي يدخل النفق المظلم بعد استقالة النائب والرئيس قبل مواجهة الأهلي المصري في إفريقيا