بالرغم من أن الملكة إليزابيث الثانية ورثت شغفها بالخيول والسباقات عن والديها، اللذين كانا يحرصان على متابعة سباقات الخيول لم تغفل الملكة عن أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في إنجلترا، فقد كان من المعروف أن الملكة كانت من مشجعي فريق أرسنال، حيث أكد لاعب خط الوسط السابق في النادي سيسك فابريجاس أن الملكة أخبرته بأنها من المعجبين بالفريق خلال استقباله بالقصر الملكي في عام 2007.
كما كشفت صحيفة ميرور عن أن الملكة إليزابيث تشجع فريق وست هام منذ الستينيات، وتحديداً منذ حقبة المدرب السابق رون غرينوود، الذي قاد الفريق للفوز بلقب بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس عام 1965.
فيما إدعي نادي ميلوول أن إليزابيث كانت تحضر مباريات الفريق، لكن بشكل غير رسمي، بينما ذكر موقع بليتشر ريبورت أن الملكة الراحلة كانت من مشجعي رينجرز الإسكتلندي.
وشهد الحدث الأبرز في تاريخ إنجلترا وهو الفوز بلقب كأس العالم 1966 تقديم الملكة إليزابيث الكأس إلى “الأسود الثلاثة” للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه.
وتحدثت عن هذه المناسبة في عام 2021 قبل نهائي بطولة أوروبا بين إنجلترا وإيطاليا، وقالت: “منذ 55 عاماً كنت محظوظة بتقديم كأس العالم إلى بوبي مور (قائد إنجلترا)، ورأيت ما يعنيه الأمر بالنسبة للاعبين بتحقيق الفوز في بطولة كرة قدم كبرى”.
واعتادت الملكة الظهور في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي خلال السنوات الأولى من حكمها، وفي نسخة 1996 قامت بتقديم الكأس للفريق الفائز، وكانت تقوم بإلقاء بعض كلمات التشجيع للفريق الخاسر في النهائي، كنوع من التضامن والتعاطف.
على صعيد متصل اعتادت الملكة إليزابيث على تكريم الناجحين والمتميزين في مختلف الرياضات ومن بينها كرة القدم، ومنحت الأوسمة والنياشين للاعبين والمدربين تكريماً لهم، وعلى رأسهم أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد السابق، الذي حصل على لقب “سير” بعد التتويج مع الفريق بدوري أبطال أوروبا عام 1999.
وبحسب تقرير نشرته” بي بي سي “جاء أول ظهور رسمي لإليزابيث في سباقات الخيل بعد أسبوعين من نهاية الحرب، وتحديداً في مايو/ أيار 1945، عندما ذهبت بصحبة الملك والملكة إلى بلدة آسكوت، حيث يقام أحد أشهر سباقات الخيول حيث كانت الملكة إليزابيث الأم تفضل سباقات الحواجز، في حين فضلت الأميرة إليزابيث ووالدها السباقات العادية.
وشجعت الأسرة إليزابيث على ركوب الخيل منذ الصغر، حتى أنها في طفولتها عبرت عن رغبتها في أن تصبح امرأة ريفية تمتلك الكثير من الخيول والكلاب.
وزاد اهتمامها بسباقات الخيول في فترة الحرب العالمية الثانية، حين ذهبت بصحبة والدها لتفقد ميدان تدريب الخيول الملكية في ويلتشر.
وقالت الملكة لاحقا عن هذه الزيارة: “تمكنت من الربت على الخيول في الاسطبلات بعد التدريب. ولم أشعر بمثل هذه النعومة الحريرية سابقاً”.
كما قامت بزيارات سرية إلى بلدة نيوماركت لمشاهدة خيول والدها أثناء السباقات التي تقام هناك.
ويعتبر سباق آسكوت من أكثر السباقات التي تحظى بالرعاية الملكية. وبعد وصول الملكة إليزابيث إلى العرش عام 1952، حافظت على هذا التقليد حيث أصبح هذا السباق أحد أهم مناسباتها الاجتماعية المفضلة.
وعرفت الملكة النجاح في ثاني ظهور لها كأحد أصحاب ومربي الخيول خلال مشاركتها في سباق ديربي للخيول إذ حل حصانها أوريول في المركز الثاني، وفاز بجائزة الملك جورج السادس والملكة إليزابيث، وكذلك كأس التتويج في سباق آسكوت الملكي.
وقالت الملكة لاحقاً في حديث لها أن الحصان أوريول “كان صاحب شخصية مستقلة ومشاغبة دائماً. وكان طليقاً أغلب الوقت في نيوماركت أثناء التدريبات، ولهذا لم أزعجه عندما تحرر من قيده في آسكوت، في اليوم الذي فاز فيه بجائزة الملك جورج السادس”.
كان أوريول مهراً صغيراً ، لكن الفلوات (الإناث اللواتي يقل عمرهن عن ثلاث سنوات) حققت النجاح أكثر في السباقات وحملت الشارات الملكية الحريرية بألوانها البنفسجية والذهبية، والوشاح الغامق المصنوع من القطيفة والمطّعم بشرابات ذهبية.
أقدم خيول الملكة الفائزة هي:
1957: الحصان كاروزا، في سباق “ذا أوكس”
1958: الحصان بول مول، في سباق “غينيس 2000”
1974: الحصان هايكلير، في سباق “غينياس 1000”
1977: الحصان دانفيرملاين، في سباق “ذا أوكس”
1977: الحصان دانفيرملاين، في سباق “سانت ليجر”
وفي عام 1974، أرسل ديك هيرن، الذي كان يُعتبر أفضل مدرب خيول في عصره، الفلوة “هايكلير” التي كانت تملكها الملكة، لتحقق نجاحاً كبيراً في سباق “غينيس 1000” في بلدة نيوماركت.
وبعد ستة أسابيع حققت الفلوة فوزاً آخر بحضور الملكة، وبقيادة جو ميركر، إذ فازت بسباق “فرينش أوكس” في بلدة تشانتلي. وكان الفوزان أحد أبرز إنجازات الخيول الملكية، وهي الفترة التي ارتفعت فيها حظوظ الخيول الخاصة بالملكة.
واستمرت انتصارات الخيول الملكية، واحداً تلو الآخر، في وجود كوكبة من أبرز الفرسان مثل ويلي كارسون وفرانك ديتوري. وكان أبرز النجاحات في عام 1977 خلال الاحتفالات باليوبيل الفضي لجلوس الملكة، إذ فاز الحصان دانفيرملاين بسباقي “ذا أوكس” و “سانت ليجر”.
وجرى تدريب هايكلير ودانفيرملاين في اسطبلات “ويست إلزلي” لخيول السباقات، والتي اشترتها الملكة عام 1982.
وبصفتها صاحبة أكبر منشأة لتدريب الخيول في البلاد، كانت الملكة حريصة على زيارة الاسطبلات بشكل مستمرة، وأبدت اهتماما كبيراً بتربية الخيول وتدريبها وتحسين سلالاتها.
ورغم الخبرة الجيدة والمعرفة اللتين كانت الملكة تتمتع بهما، تراجع أداء خيولها في السباقات بسبب اشتداد المنافسة من قبل مالكي ومربي الخيول العرب والإيرلنديين والأمريكيين.
لكن لا شك في أن للملكة إسهامات عظيمة في تحسين سلالات الخيول البريطانية، من خلال الاسطبل الملكي في ساندرينغهام، إذ أحضرت سلالات جديدة لتحسينها والحفاظ على السلالات الرائعة الموجودة.
الملكة ووكيل سباقاتها، جون وارين، بعد فوز الفلوة “إستميت” بسباق الكأس الذهبي
بعد ستين عاما من متابعة سباق رويال آسكوت، فازت الفلوة “إستميت” بسباق الكأس الذهبي رقم 207، الأمر الذي كان مبعث سعادة بالغة للملكة ووكيل سباقاتها، جون وارين
وحققت العديد من الخيول الفوز للملكة، لكن الفرس “هايت أوف فاشن” التي باعتها الملكة عام 1983، وأنجبت الحصان نشوان، كانت أحد أفضل الخيول في تاريخ سباقات مسافة الميل ونصف الميل.
ويقول ويلي كارسون إن الملكة “كانت مهتمة بتناسل الخيل، ربما أكثر من السباقات نفسها. وحين أذكر شيئاً ما عن حصان، كانت تقول “أمه كانت كذلك”.
ورغم فوز الخيول الملكية بأكثر من 600 سباق، في بريطانيا وخارجها، إلا أن الملكة فشلت في تحقيق هدفها الأكبر، وهو الفوز بسباق “دربي” التقليدي.
لكن الفائز بالسباق عام 2005، وهو الحصان “موتيفيتور” الذي كانت تملكه اسطبلات رويال آسكوت، ينحدر من سلالة تتصل بالخيول الملكية. وأصبح أحد خيول التناسل في ساندرينغهام.
وبعد وفاة الملكة إليزابيث الأم، ورثت الملكة عدداً من خيول القفز. وفي عام 2009، حضرت الملكة مهرجان شيلتنهام لأول مرة لمشاهدة حصانها “باربارز شوب”، الذي حل في المركز السابع في سباق الكأس الذهبي، متخلفاً كثيراً عن الفائز الذي لا يشق له غبار “كاوتو ستار”.
لكن عام 2013 شهد فرحة كبيرة بفوز الفلوة الملكية “إستيميت” بالكأس الذهبي في سباق آسكوت، لتكون الملكة أول جليس على العرش يفوز بالسباق منذ تدشينه عام 1807.
وكان من المقرر أن تسلم الملكة الجائزة للفائز، فوجدت نفسها تستلم الكأس من يد ابنها، دوق يورك.
وقف الفارس ريان مور بجانبها بفخر، وقال: “فازت الفلوة عن جدارة. السباق باسم الملكة أمر رائع. لكن الفوز بالكأس الذهبي وحمل ألوان الملكة أمر استثنائي”.
وبعد تقاعد “إستيميت”، ذهبت إلى الاسطبل الملكي في ساندرينغهام، حيث وضعت مهرها الأول عام 2016.
وكانت إسهامات الملكة في سباقات الخيل جليلة، خاصة فيما يتعلق بتناسلها. ولا شك في أنها كانت شغوفة بالرياضة، وكانت تستمتع جداً بمشاهدتها.
وقالت ذات مرة: “ثمة ميل للمقامرة لدى كل شخص. وثمة أمل دائما أن يكون حصاني أفضل من حصان الرجل الآخر، ولهذا أستمر في المشاركة”.
وأعلن قصر باكنغهام وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96 عاماً، لترحل في العام الذي كانت تحتفل فيه بيوبيلها البلاتيني 2022 بمناسبة مرور 70 عاماً على العرش باعتبارها أطول ملوك بريطانيا في الحكم.
موضوعات متعلقة..
وفاة الملكة إليزابيث الثانية يربك حسابات الدوري الإنجليزي
مانشستر سيتي يدك إشبيلية بالأربعة في عقر داره
شاهد..محمد صلاح يرتدى قناعا تنكريا ويفاجئ أطفالا بإحدى حدائق ليفربول.. فيديو
فيديو.. شجار بين كونتي و توخيل خلال مباراة تشيلسي وتوتنهام
تشكيل ليفربول و مانشستر سيتي لمباراة الدرع الخيرية
صور..محمد صلاح يستعين بجهاز تطوير الأداء قبل كأس الدرع الخيرية
صدمة لجماهير ليفربول قبل مواجهة مانشستر سيتي بكأس الدرع الخيرية