بات استقرار الأجهزة الفنية بالدوري السوداني الممتاز في الموسم الجاري ظاهرة لافتة مقارنة بالمواسم السابقة التي اعتادت خلالها الأندية على الإطاحة بالمدربين، مع أول سقوط لهم بالمسابقة.
ومع مرور 10 جولات من المسابقة لم يرحل أي مدرب عن فريقه، ولهذه الظاهرة نماذج وأسباب.
من المدربين الذين قدموا نموذجا للإفلات من مقصلة الإقالة المؤكدة والمحددة بنتيجة مباراة شرف الدين أحمد موسى بالهلال الأبيض، الذي بدأ قويا بالفوز على الأهلي شندي في ملعب الأخير، لكن النتائج تذبذبت تباعا.
الهلال الأبيض، كان قد تعادل بملعبه مع الأهلي مروي متذيل الترتيب وقتها، وهي النتيجة الأكثر ألما لجماهير الفريق ومجلس الإدارة، التي وضعت مباراة الأهلي الخرطوم بملعب الأخير فرصة نهائية لتجديد الثقة في المدرب.
ونجح شرف في قيادة الهلال الأبيض للفوز على الخرطوم (2/1)، ثم واصل انتصاراته بفوز ثانٍ حققه على التوالي بملعبه على الهلال الفاشر 4-0، مع أداء قوي انتشت به الجماهير، وثبت به المدرب أقدامه داخل النادي.
المدرب فاروق جبرة بدأ الدوري متعثرا مع فريق الأهلي مروي ولم يحقق الفوز في 7 مباريات متتالية، حتى وصلت الأمور بينه وبين مجلس الإدارة لفقدان الثقة، إلى درجة أن المجلس قدم استقالته بسبب الإحباط من سوء النتائج.
ومع دخول الفريق الجولة 10، انتظرت الإدارة مباراة الفريق ضد الأهلي عطبرة لتحديد مصير فاروق جبرة، أمس الأول الأحد، لكنه نجح في تحقيق الفوز، لينجو من الإقالة، ويقفز بالفريق 3 مراكز، محتلا المرتبة 13 بجدول الدوري.
وضعت إدارة نادي الرابطة كوستي المدربان عبد الحميد الجوكر ومعاونه هاشم عبد الرحمن تحت الاختبار النهائي بعد الهزيمة 5-0 من الأهلي شندي، وانتظرت لتحديد مصيرهما أمام الهلال الفاشر، الأحد الماضي، لكنهما قبلا التحدي وحققا الفوز ليصعد الفريق مركزين ويحتل المرتبة (10).
وكان الثنائي قد عينا قبل شهر بشكل مؤقت، لكنهما أثبتا جدارتهما وفازا مع الفريق بغالبية المباريات منذ توليهما المسؤولية.
كما استمر برهان تية، المدير الفني للأهلي الخرطوم، رغم تعثره بالخسائر والتعادلات في أول 4 مباريات، لكنه فاجأ مجلس الإدارة المؤقت بفوزه في ديربي العاصمة على الخرطوم الوطني، فبقى بمقعده حتى تاريخ مباراته أمام الهلال الأبيض.
أثار صبر إدارة الهلال على المدير الفني صلاح أحمد آدم، ومعاونه هيثم مصطفى دهشة الجميع بعد تعثرهما في 3 مباريات متتالية، بالخسارة من الهلال كادقلي، ثم من الأمل، والتعثر بالتعادل أمام الأهلي عطبرة.
وانتظر الجميع خاصة جماهير الهلال مباراة الأهلي شندي الصعبة التي جاءت مباشرة بعد نكسة المباريات الثلاث، لكن صلاح آدم وهيثم نجحا في الإفلات من الإقالة بتحقيق الفوز، لتهدأ الأمور من جديد.
أدت عدة أسباب لاستمرار معظم مدربي الدوري الممتاز رغم تعثر النتائج، أولها توقفات المسابقة لفترة بسبب مشاركات المنتخب الأول ببطولتي “الشان” والتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2021.
ومنح التوقف مهلة للمدربين لتصحيح الأوضاع، قبل المباريات المصيرية التي نجوا فيها من الإقالة بعد تعديل المسار، ولو مؤقتا.
ويعد السبب الأبرز لبقاء عدد من المدربين رغم تخبط النتائج، هو الفراغ الإداري بالأندية، بعد استقالة مجالس إداراتها، أو تكليف مؤقتين لقيادتها كما في الأهلي الخرطوم والهلال الأبيض، فيضطر مسؤولو الأندية للقبول بالواقع، ويمنحون المدربين مزيدا من الوقت، خوفا من تحمل مسؤولية مدربين جدد.