أثار النهج الذي يتبعه عبدالعزيز عاشور، رئيس النادي العربي، في الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية، أو التحضير للانتخابات المقبلة لمجالس إدارة الاتحادات، والتي كان آخرها انتخابات اتحاد الكرة الطائرة المقررة في 5 مايو المقبل، والتي أغلق باب الترشيح لها مساء أمس الأول، ردود أفعال واسعة.
ذكرت صحيفة “الجريدة”، أن عاشور يؤكد مجددًا أن مبدأ المصلحة الشخصية وصلة القرابة يتفوق بقوة على المصلحة العامة والكفاءة، حينما فاجأ الجميع بترشيح شقيقه حسين عاشور لرئاسة اتحاد الكرة الطائرة.
ويأتي هذا المبدأ متطابقًا تمامًا مع المثل الشعبي، إذ إن رئيس النادي العربي يعد مبدأ ترشيح الكفاءات من أبناء النادي العربي وعدًا قطعه على نفسه أمام الجمعية العمومية للنادي، وكذلك الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية، لذلك تم منح القلعة الخضراء منصب رئاسة اتحاد الطائرة، لكنه يفعل عكس ما يقول، وهو سلوك غريب على أي حال يعكس عدم الوفاء والالتزام بالوعود والعهود التي يقطعها على نفسه بمناسبة ومن دون مناسبة.
ومن أجل شقيقه، ضحّى عاشور بكفاءة مؤيد الشهاب الذي ساند قائمته في انتخابات مجلس الإدارة، التي أجريت في يناير الماضي، علمًا بأن جميع المصادر المقربة من الشهاب وكذلك التسريبات أكدت أنه حصل على وعد من 7 إلى 8 أعضاء داخل مجلس الإدارة، وهو ما يعني أن ترشحه لرئاسة انتخابات اتحاد الكرة الطائرة كان مسألة وقت ليس إلا، وكان أمرًا محسومًا، لكن جاءت النهاية دراماتيكية على عكس المتوقع، حيث دفع عاشور بشقيقه في الانتخابات، ليؤكد الرئيس مجددا أنه المسيطر سيطرة تامة على القرارات داخل مجلس الإدارة، وأنه يفعل ما يحلو له دون أسباب مفهومة، إلا إذا اعتبرنا أعضاء المجلس يردون له الجميل حينما ضمهم إلى قائمته!
وبمقارنة بسيطة بين مؤيد الشهاب وحسين عاشور في تجربة كل منهما في الرياضة، ستميل الكفة بشكل لافت للنظر لصالح الأول الذي يمتلك خبرات عريضة اكتسبها من خلال المناصب التي تولاها عبر مسيرته الرياضية، سواء بالانتخاب أو التعيين، وهو أمر لا يقلل بالطبع من حسين الذي قفز على رئاسة اتحاد الطائرة، بدلا من الشهاب، بعد أن فقد فرصته في دخول مجلس إدارة اتحاد اليد.
أخيرًا وليس آخرًا، ليس هذا هو الإصلاح الذي يمنّي رجل الشارع الرياضي نفسه به، فالرياضة الكويتية التي بذل من أجلها مسؤولون في الحكومة والهيئة العامة للرياضة الغالي والنفيس، لإعادتها مرة أخرى إلى الساحة الدولية لا تستحق هذه التخبطات التي ستعيدها كثيرًا إلى الخلف.