محمود الخطيب لا يمثل موهبة صعب تكرارها فحسب، ولكنه يمثل أسطورة قلما تجدها في الملاعب المصرية، فهو اللاعب الذي طالما تغنت الجماهير باسمه في مختلف الأوقات والأزمان، واتفق حوله الجميع، ولذلك لم يكن غريبا أن ينجح في حفر اسمه في قلوب وعقول الجماهير المصرية.
ويعد الخطيب واحدا من أمهر وأشهر لاعبي كرة القدم الذين عرفتهم الملاعب المصرية طوال تاريخها، إن لم يكن الأمهر، ولم تحظ ملاعب كرة القدم المصرية بلاعب في حجم وموهبة محمود الخطيب، وسيظل علامة بارزة في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية والعربية، لما حققه من إنجازات مع القلعة الحمراء ومنتخب مصر.
ولد محمود الخطيب في يوم 30 أكتوبر 1954 بحي القلعة بعين شمس بالقاهرة، وتعود أصوله لقرية قرقيرة مركز أجا بمحافظة الدقهلية.
الخطيب منذ الصغر كان يحلم باللعب للنادي الأهلي، فقد ولد عاشقًا للفانلة الحمراء ونجومها الذين كان يحرص على مشاهدتهم والذهاب لكل المباريات التي يلعبونها، ففضل الانتقال للأهلي رغم أنه لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره لكي يبدأ مشواره الحافل مع القلعة الحمراء.
وظهر واضحا بعد انتقاله للأهلي أنه سيصبح من أبرز نجوم جيله، لموهبته الكبيرة التي ظهرت مبكرًا، وتم تصعيده للفريق الأول وهو بعمر 17 عاما.
وفي عام 1982 قاد الخطيب الأهلي للفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا، حيث فاز الفريق بأول بطولة أفريقية للأندية أبطال الدوري له تحت قيادة محمود الجوهري.
وأمام تألقه مع الأهلي والمنتخب الوطني، نال الكرة الذهبية من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية لأفضل لاعب أفريقي عام1983، ليكون أول لاعب مصري ينال هذه الجائزة، واستمر مشواره الحافل بقيادته منتخب مصر للتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 1984.
واستمر مسلسل تألقه مع الفريق الأحمر، بعد أن قاده للفوز ببطولات أفريقيا أبطال الكؤوس ثلاث مرات متتالية أعوام 1984 و1985 و1986، بجانب قيادته لمنتخب الفراعنة للفوز بلقب بطولة الامم الافريقية عام 1986 قبل ان يتوج بالفوز بلقب أبطال الدوري عام 1987، لتكون خير ختام لمشواره الكروي قبل أن يتخذ قراره المفاجئ باعتزال كرة القدم بعد مباراة الهلال السوداني في نهائي البطولة بعد الفوز بهدفين نظيفين.
وكان الخطيب تعرض للعديد من الإصابات التي أجبرته على الاعتزال، وأحرز الخطيب خلال مشواره مع الأهلي 108 أهداف في مسابقة الدوري، و37 هدفا مع الأهلي في مباريات أفريقيا، بالإضافة لإحرازه 27 هدفا خلال مشواره مع المنتخب المصري.
ونال الخطيب عددًا من الألقاب، أبرزها الفوز مع الأهلي ببطولة الدوري 10 مرات، وكأس مصر 5 مرات، وكأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري مرتين، وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 3 مرات، بجانب الفوز مع منتخب الفراعنة عام 1986.
ويعد يوم 21 ديسمبر 1987 حزينًا للجماهير المصرية، بعد إعلان بيبو اعتزاله رسميًّا، وكان مهرجان اعتزاله أسطوريًّا الذي أقيم يوم 1 ديسمبر 1988 بمثابة خير تكريم من جانب جماهير الكرة المصرية لواحد من أبرز نجومها عبر عصورها، ويعد من الأيام المشهودة في تاريخ الكرة المصرية، بعد أن شهدت المباراة حضور 100 ألف متفرج.
وبعد كل هذه السنوات، سيظل بيبو اسمًا خالدًا في قلوب عشاق القلعة الحمراء، قبل أن يتولى رئاسة القلعة الحمراء في ديسمبر 2017.