“إذا أردنا أن نحقق البطولات فليبتعد بالاك”، هي الجملة التي أطلقها الألمان ضد لاعبهم مايكل بالاك المنحوس، والمعروف بصاحب التسديدات الصاروخية وأحد أساطير الكرة الألمانية رغم حظه العاسر بشدة، وسيتناول معكم “التيار الأخضر”، قصة اللاعب المأساوية.
في الساحرة المستديرة أساطير كبار وبعض الثوابت والرموز كأفضل اللاعبين حول العالم والهداف التاريخي واللقطات التي لا تُنسى والمباريات العالقة في الأذهان وهناك أيضا اللاعب المنحوس والذي لن تجد أفضل من مايكل بالاك نجم ألمانيا ليكون مثالا لذلك وبشدة.
مايكل بالاك المنحوس
بدأ بالاك مسيرته الكروية برقم 13 وهو ما يعتبره الكثير من الناس رمزًا للنحس أي أن من يرتديه يصبح منحوسا، ورمى بالاك كل هذا وراء ظهره واستمر برقمه المعروف.
وتحقق ما يظنه البعض بهذا الرقم النحس، حيث خسر بالاك نهائيات كثيرة ولم تكن خسائر عادية بل كانت في الأغلب بالوقت الحاسم والذي يجعل فريقه أكثر حسرة .
ووصل الأمر مع بالاك بأن مشجعي بلاده ألمانيا قالوا (إن كنتم تريدون تحقيق البطولات فليبتعد بالاك)، وذلك بعد رحلة من المأساة نسردها لكم.
بدأ اللاعب الأكثر نحسًا في التاريخ مسيرته في نادي كيميتذر الألماني وفي عام 1997 انتقل إلى كايزرسلاوترن، ثم بعد عامين انتقل إلى فريق بايرن ليفركوزن الشهير .
بدأت اللعنة مع ليفركوزن في أحد مواسم الفريق التاريخية وهو موسم 1999-2000 حيث أيقن الكثير أن الفريق على أعتاب اللقب الأول من البوندسليجا في تاريخه.
وفي الجولة الأخيرة والتي سيحسم فيها الفريق اللقب أمام آينتراخت، كان الفارق بينه وبين ملاحقه في الدوري فريق بايرن ميونيخ ٣ نقاط فقط .
لكن ما حدث في هذه الليلة كان شيئا لا يصدق ، بالاك يسجل في مرماه بالخطأ وفريقه يتلقى الهزيمة بهدفين نظيفين، وعلى الجانب الآخر فاز فريق بايرن ميونيخ ليخطف اللقب من يد ليفركوزن بطريقة مثيرة.
كانت هذه بدايته فقط ففي الموسم التالي 2000-2001 وهو أحد أكثر مواسمه نحسًا، وبرغم من حصوله على جائزة أفضل لاعب خط وسط من الاتحاد الأوروبي، إلا أن حظه العسر منعه من التتويج بثلاثية تاريخية.
عدد بطولات مايكل بالاك
حيث خسر الدوري الالماني مرة أخرى وفي آخر جولتين فقط لصالح بروسيا دورتموند وبفارق نقطتين، وليس هذا فقط بل خسر أيضا نهائي الكأس أمام فريق شالكة، وبعد ذلك اختتمها بخسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد ( مباراة هدف زيدان الشهير وأفضل أهداف بدوري الأبطال).
ولم يتوقف بالاك بل سعى لكسر نحسه، وشارك مع منتخب بلاده في كأس العالم، وقدم مايكل أداء رائعا وقاد فريقه للنهائي، ولكن كالعادة لازمه النحس فلم يشارك بسبب الإيقاف بل وخسر الألمان النهائي أمام البرازيل في النهائي الشهير بكوريا واليابان.
ولم ييأس بالاك فبالكأس التالية مع بلده على أرضها عام ٢٠٠٦ شارك وتألق ولكن أيضا يودع الفريق البطولة على يد البطل إيطاليا من نصف النهائي (مباراة هدف ديل بييرو الشهير)، ليخلد اللاعب أن خسائره تأتي تاريخية بشكل غير طبيعي وبوقت حاسم.
نهائيات مايكل بالاك
وبعد هذا الكأس وبقضائه 4 مواسم مع فريق بايرن ميونيخ لم يوفق خلالها أوروبيًّا، انتقل بالاك إلى فريق تشيلسي الإنجليزي وللأسف لم يتخلص هناك أيضا من لعنته.
فخسر الألماني في موسمه الأول لقبي كأس الدرع الخيرية والبريميرليج لصالح منافسه مانشستر يونايتد، وفي موسمه الثاني ازدادت جرعة بالاك من النحس .
WHAT A GOAL, JOSH!!!!! 💥💥💥
🔴⚪ #FCBB04 | 2:0 pic.twitter.com/migQmhbJjY
— 🇺🇸 FC Bayern US 🇨🇦 (@FCBayernUS) April 20, 2021
خسر بالاك في موسمه الثاني مع تشيلسي ثلاثة ألقاب بشكل مأساوي، اثنان منها كانت لمانشستر يونايتد، لقب الدوري بفارق نقطتين فقط ، ودوري الأبطال بعد أشواط إضافية وركلات ترجيح ضاع منه أيضا، واللقب الثالث كان أمام الفريق اللندني توتنهام هوتسبير وهو كأس الرابطة الإنجليزية .
أهداف مايكل بالاك
ولم يتوقف بالاك المنحوس عند هذا الحد فكان يسعى للتواجد بيورو 2008 ليفك ذلك النحس الذي طال حياته الكروية ولم يجعله يفرح للحظة، ولكن حتى هذه كانت عصية عليه فخسر مع بلده أمام إسبانيا في النهائي بهدف توريس الشهير.
وتحدثت الصحف كثيرًا خاصة بعد خسارة هذا اليورو عن مدى النحس والحظ العسر لمايكل بالاك.
وحتى مايكل نفسه تحدث لإحدى الصحف عقب لقاء اليونايتد في نهائي دوري الأبطال وضربه لباتريس ايفرا في لقطة لم يرها الحكم، قال الالماني: “أعتقد أني نقلت نحسي لايفرا عندما ضربته فقد تلقى الإنذار من الحكم من دوني”.
هل تعتقدون أن القصة انتهت فلتنتظروا، ففي بطولته الأخيرة والتي سيشارك فيها مع منتخب بلاده ألمانيا بكأس العالم 2010، تعرض اللاعب لإصابة قوية حرمته من المشاركة ليعود إلى فريق بايرن ليفركوزن وينهي مسيرته هناك .
وأعلن بالاك المنحوس اعتزاله كرة القدم عام 2012 ، محققا 13 لقبًا محليا مع الأندية التي لعب بقميصها مودعا مسيرة من النحس زادت عن حدها.